مقالات مدى

حكومة محمد مصطفى: “وعود طائرة… وأفعال عالقة في المرور!”

مدى الاخبار: إذا كنت تبحث عن كوميديا سوداء مع جرعة خفيفة من التفاؤل، فلن تجد أفضل من مشهد حكومة الدكتور محمد مصطفى! منذ أن اعتلت هذه الحكومة المسرح في مارس 2024، وهي تقدم عرضًا مزيجًا من الوعود الكبيرة والأفعال الصغيرة، كأنها مطعم فاخر يقدم لك قائمة طعام فخمة، لكنك تكتشف أن الوجبة عبارة عن مقبلات فقط… ولا تأتيك الوجبة الرئيسية أبدًا!

الوعود: بالونات تطير عاليًا!

منذ لحظة تشكيلها، أطلقت الحكومة سلسلة من الوعود الرنانة التي كأنها بالونات ملونة تزين السماء: “إصلاح شامل”، “مكافحة الفساد”، “تعزيز الشفافية”. شعارات لامعة تخطف الأنظار، وتجعل المواطن الفلسطيني يرفع رأسه للأعلى متفائلًا. لكن حين يعيد النظر للأسفل… يجد أن قدميه ما زالتا غارقتين في وحل الأزمات الاقتصادية والرواتب المنقوصة.

الأسعار ترتفع كأنها تستعد لمسابقة أولمبية للقفز العالي، والحكومة تقدم حلولًا تبدو كأنها “حمية غذائية” للميزانية بدلًا من عملية إنعاش حقيقية. تقليل استخدام السيارات الحكومية وإيقاف شراء الأثاث؟ حسنًا، جميل! لكن المواطن يتساءل: “هل سنسد ديوننا بعدم شراء كراسي جديدة؟”

الشفافية: وضوح… بلا حلول!

الحكومة وعدتنا بتعزيز الشفافية، وبالفعل صرنا نرى المشاكل بوضوح تام. إنها مثل نافذة زجاجية تتيح لك رؤية الفوضى في الداخل دون أن تتمكن من الدخول لإصلاحها! الشفافية هنا أقرب إلى أن ترى أن الماء يغرق سفينتك… لكن دون أن تعرف أين الدلو لإنقاذها.

الأفعال: السلحفاة التي تحلم أن تكون أرنبًا!

بينما تطير الأقوال بسرعة البرق، تتحرك الأفعال كأنها سلحفاة عالقة في ازدحام مروري. المواطن الفلسطيني ينتظر إصلاحات ملموسة، لكن بدلاً من ذلك يحصل على بيانات صحفية متكررة. كأن الحكومة تقول لنا: “نحن نعمل بجد… لكن دعونا لا نسرع!”

التحديات: جبل من المبررات!

حسنًا، لنكن واقعيين، الوضع ليس سهلًا. أموال الضرائب المحتجزة من قِبل إسرائيل، والانقسام الفلسطيني، وأزمات  قديمه من زمن المسيح عليه السلام … كلها تحديات حقيقية. لكن في الأزمات، ينتظر الناس حلولًا، لا محاضرات عن الصعوبات. ربما تحتاج الحكومة إلى مغامرة أكثر جرأة بدلًا من هذا التأمل الطويل في ملامح المشكلة.

نقول ان حكومة الدكتور محمد مصطفى تسير على حبل مشدود بين تصريحات جميلة وواقع مُر. المواطن الفلسطيني ينظر إليهم كما ينظر إلى نكتة غير مكتملة يبتسم منتظرًا النهاية، لكن للأسف… ما زالت في طور الصيانة!

فهل ستلحق الأفعال بالوعود قبل أن يفقد الشعب صبره؟ أم ستظل هذه الحكومة كعرض سحري أخفق في إخراج الأرنب من القبعة؟

الأيام القادمة ستكشف الحقيقة، لكن حتى ذلك الحين، سنظل نردد مع أنفسنا: “كثرة الكلام لا تبني بيتًا… لكنها تملؤه صدى!”

زر الذهاب إلى الأعلى