مقالات مدى

هل تقرير الصحفي الاسرائيلي بن كسبيت عن رجل الاعمال بشار المصري محاولة لاغتياله معنويا؟  ام تسويقا لدوره القادم سياسيا؟!!

مدى الاخبار:

المحامي :صلاح علي موسى

من الواضح اننا امام تغييرات على دور رجال الاعمال في فلسطين خاصة ممن يحملون اكثر من جنسية، وطالما اننا في عهد ترامب (زمن الصفقات) فمن الطبيعي ان يبرز اسماء عدد من رجال الاعمال كعنوان للانشطة السياسية المرتبطة بالمشاريع الاقتصادية، وما اربح من مشروع غزة واعادة البناء، ان كانت دول تقاتل على حصة الاشراف واعادة البناء في غزة، فلماذا نستغرب رغبة البعض من رجال الاعمال للالحاق بركاب اعادة البناء وان يكونوا عنوان سياسي، طالما ان الكل يسعى للحصول على حصته من كأس معاناة الناس او خدمة الناس.



يتساءل عدد من رجال الاعمال وقد يكون تسائلهم محق، لما لا نكون نحن ؟ لماذا نترك الامر لغيرنا ونحن نملك القدرة والخبرة والمعرفة؟ لماذا حلال على بعض رجال الاعمال المصريين او الاردنيين او الامريكين او المؤسسات التي تعمل في العون الانساني وحرام علينا ممن نملك جنسيات اخرى ونحن فلسطينيين؟؟!!. يلعب الاعلام العبري دور مهما في التأثير على الرأي العام الفلسطيني، بل ان الاعلام العبري في العديد من الاحيان نشر تحقيقات لغايات سياسية وقد يكون نشر التحقيق عن رجل الاعمال الفلسطيني- الامريكي بشار المصري يعكس غضب اسرائيل من دور الرجل وقاموا بنشر هذا الخبر كي يسببوا له المتاعب على المستوى الفلسطيني؟ او انه يعكس رغبة من اطراف امريكية واسرائيلية لتسويقه للمجتمع الاسرائيلي والفلسطيني كي يلعب دورا في المرحلة السياسية القادمة؟!!!وهل حقيقة هناك مرحلة سياسية ام ان المرسوم هي علاقات قائمة على منطق الصفقات التجارية ليس الا؟!!!

ان نظرنا للخبر المنشور في صحيفة معاريف من النواحي المجردة يمكن القول ان رجل الاعمال بشار المصري هو امريكي الجنسية وكان يقوم بعمل يخدم بلده امريكا في سعيها لاطلاق سراح مواطنين امريكيين في الاسر لدى حماس، وان اخذنا دوره كرجل اعمال فلسطيني، فهو يخفف من معاناة اهل غزة ويساهم في اطلاق سراح اسرى فلسطينين، قد تكون هذه مقاربته الاخلاقية لدوره المنشور.

يبقى السؤال والذي يحتاج الى اجابة منه، هل يقوم بهذا الدور كفلسطيني ام كامريكي ام انه يسعى الى دور سياسي في صناعة القرار الفلسطيني؟ وهل سنسمع منه توضيح يؤكد صدقية ما نشره الصحفي الاسرائيلي بن كسبيت، خاصة وان الصحفي اشار الى ان علاقة رجل الاعمال بشار المصري جيدة مع الحكومة الفلسطينية والتي لا تصنف انها تابعة لحماس وليست تابعة للسلطة الفلسطيني!!، وكأن الحكومة الفلسطينية جاءت من فراغ وان من يرأسها ليس عضو في اللجنة التنفيذية بالاضافة الى انه رئيس الوزراء الفلسطيني.

على السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية ان يكون لديها معايير موحدة في التعامل مع المبادرات الفردية و/او الجماعية عندما يتعلق الامر بمسائل سياسية، خاصة لمن يحملون اكثر من جنسية غير الفلسطينية.

الرئيس ابو مازن والسلطة الوطنية الفلسطينية لم تتسامح حتى مع كوادر حركة فتح والشخصيات المستقلة عندما نظمت مؤتمر في الدوحة لاصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، فكيف ستتعامل هذه المنظومة مع  دور القطاع الخاص في الملف السياسي، بعد هذا النشر، ام ان رجل الاعمال بشار المصري قد نسق هذا الدور مع الرئاسة والحكومة الفلسطينية كما رمز الصحفي بن كسبيت في مقاله؟

على صناع القرار والرأي العام عدم التسرع في اطلاق الاحكام على ما ورد من تقارير عن دور و/او ادوار محتملة لرجال الاعمال للحصول على مكانة سياسية، لان رجل الاعمال الفلسطيني بشار المصري لا بد وان اطلع القيادة السياسية الفلسطينية على خطواته، الا اذا قام بدوره كمواطن امريكي يخدم بلده امريكا عندها يصبح الامر مختلف والنظرة للتعامل مع امثاله من رجال الاعمال ممن يحملون جنسيات مختلفة تتطلب تنظيم قانوني مختلف دون المساس بحقوق رجال الاعمال من تمثيل بلدانهم التي يحملون جنسياتها. يبقى السؤال هل حماس كانت تعلم بدوره؟ ووافقت عليه؟ وماذا عن الدوحة والقاهرة؟ فان كانت كل هذه الدول مع امريكا بصورة دوره؟ فهل من المعقل الا تكون السلطة والحكومة على اطلاع بما كان يجري؟ وهل هذا يعني ان اللجنة الادارية المشكلة من الحكومة وبموافقة حماس وباشراف مصري سيكون لها امتدادتها مع رجال اعمال مثل رجل الاعمال بشار المصري؟ ام اننا امام مقاربات سياسية تعتمد بالاساس على تعميق دور رجال الاعمال في المنطقة، بحيث لن تتمكن معه السلطة الوطنية وبسبب الحالة التي تتعرض لها من الوقوف امام هذه التغييرات، بل ستحاول الاستفادة من علاقات رجال الاعمال بدل الصدام معهم؟ خاصة وان امريكا لا ترى اي دور للسلطة الوطنية في قطاع غزة، وتريد حكومة نتنياهو التخلص منها كجسم سياسي وتمثيلي في الضفة الغربية؟؟؟ ام ان رجل الاعمال بشار المصري سيدفع ثمن لهذه التجربة بعد هذا التسريب ان صح الخبر برمته؟؟؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى