مقالات مدى

زيارة نائب الرئيس للسعودية، هل بداية التغيير ام ان هناك التزامات اخرى ؟؟

مدى الأخبار: من المتوقع ان يقوم نائب الرئيس الاخ حسين الشيخ بزيارة السعودية خلال الايام القادمة، ان تمت هذه الزيارة، فان ما يهم الفلسطيني الذي يعاني من القتل والتدمير والحصار في غزة والضفة والقدس ان يشهد ثمار حقيقية ومباشرة تتعلق برفع جزء من الحصار المالي والترتيب لنقاش الملف الفلسطيني اثناء زيارة ترامب للمنطقة خلال هذا الشهر.

الحصار ان استمر بعد تعيين نائب الرئيس فان الهدف والغاية من الاستجابة للضغوطات تكون قد تبخرت وعدنا الى المربع الاول.

الحديث يدور عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة نائب الرئيس او اجراء تعديل واسع على حكومة الدكتور محمد مصطفى كجزء اضافي من الاستجابة للشروط الامريكية بلسان عربي كما تم تسريبه.

بغض النظر عن كل هذه المتطلبات فاننا نرى ان هذا التوجه ان صح، فاننا نقترب اكثر من اليوم التالي لانهاء المرحلة ومنها الحرب على غزة والحصار على الضفة دون اي افق سياسي حقيقي.

اللافت في الامر ان الشروط المصرية والاماراتية لاجراء المصالحة مع السلطة كانت تؤكد على اهمية اعادة الاخوة في تيار دحلان الى مواقعهم مع حفظ حقوقهم المالية، وكما رشح وتررد لدى عدد من المصادر قبل ايام ان سيادة الرئيس اشر في كتاب موجه الى رئيس الوزراء بصرف المستحقات المالية لعدد من المحسوبين على دحلان بموجب قرارات محاكم صادرة من السابق، حيث يفسر العديد من المهتمين ان هذه الخطوة تبعث برسالة الى المصريين والاماراتيين تجاه المصالحة الداخلية، ان صح هذا التسريب برمته، وبغض النظر عن صحته من عدمه فان المصالحة الداخلية على ما يبدو ستستكمل قريبا، خاصة وان القمة الامريكية- العربية في كل من السعودية والامارات وقطر ومن ثم القمة العربية في بغداد تتطلب وجود اطار فلسطيني متجانس.

الخشية الحقيقة لدى اوساط فلسطينية وعربية ان ينتقل الفلسطينين الى المشاركة بفكرة القبول بالشروط الامريكية- الاسرائيلية بالمسار السياسي من حيث القبول بالتطبيع العربي الاسرائيلي مقابل وعد بالدولة الفلسطينية مع منح الفلسطينين تسهيلات حياتية ليس الا.

لا احد يختلف ان عملية تنصيب الاخ حسين الشيخ شابها خلل قانوني كما كنا قد اشرنا الى ذلك في مقال سابق، الا انه ولطالما العملية تمت، فان المطلوب من نائب الرئيس ان يعلن عن منحه مدة زمنية لاحداث التغيير في المواقف العربية والامريكية وبكل تاكيد الاسرائيلية تجاه التعامل ووجود السلطة ودورها والبناء على الجهود الناجحة من قبل رئيس الوزراء تجاه الموقف الاوروبي في دعم موازنة السلطة.

ان وقتنا هذا لا يتسع للهجوم على اي مكون من مكونات وجودنا الوطني، وبالتالي فالفرصة ان سنحت باعتلاء الاخ حسين الشيخ منصب نائب الرئيس كشرط لاعادة الدعم العربي والامريكي وما قد يرافقه من اعادة في تشكيل المنظومة الوطنية! فان المطلوب الان وقبل كل شئ وقف الحرب وحلحلة للازمة المالية الخانقة والحفاظ على شعبنا فوق ارضه.

من السهولة للكثيرين ممن يعيشون خارج هذه البلاد و/او ممن يقيمون بها ان يوجهوا سهام النقد الى كل ما جرى ويجري، الا ان ما يهمنا ان نقول الحقيقة للناس وليس كما يدعي او ادعى عدد من الناطقين من جهات اخرى من ان التغيير جاء استجابة للمصالح الوطنية الفلسطينية ولحماية المشروع الوطني، بل علينا ان نقول اننا رضخنا للضغوط الدولية والعربية على امل ان نحدث التغيير ونمنع التهجير وفك السلطة، وان هذا التغيير واستمراره مرهون بتحقيق وقف الحرب ووقف الحصار المالي والسياسي واستعادة جزء هام من الوفاق العربي من خلال وجود جسم فلسطيني يمثل الفلسطينين، ولا اعتقد ان موقف حماس من تعيين الاخ حسين الشيخ سيبقى على حاله، حيث ان اي تطورات حقيقة على الارض قد تغيير من موقف حماس.

ان المصلحة الوطنية العليا تتطلب منا ان نقول الحقيقة للناس عندما نخضغ للضغوط وان نخبر جمهورنا الوطني العريض عندما نقف عاجزين عن الصمود او عندما نصمد ، ما يهم شعبنا نتائج هذا التغيير وثمرة هذه الزيارة وغيرها، فان كان خيرا فالناس سيتعاملون مع الموجود، اما ان عدنا من حيث كنا، فان التغيير لن يكون له قيمة بل سيتحول مع الوقت الى عب جديد، فلنتتظر ونرى ونعطي نائب الرئيس فرصة، لعل الله يحدث بعد ذلك امرا.

زر الذهاب إلى الأعلى