ورقة بحثية بريطانية تسلط الضوء على تأزم العلاقات الإسرائيلية التركية بسبب حماس
مدى الاخبار:
زعمت بعض الدوائر الإسرائيلية صباح اليوم، أن محاولة تنفيذ العملية التفجيرية في تل أبيب قبل نحو شهرين، تم بتوجيه من قيادة حماس في تركيا.
وبهذه المناسبة أصدر “مركز رصد للدراسات السياسية والإستراتيجية” في العاصمة البريطانية لندن، ورقة تقدير موقف عن هذه المزاعم، تناولت الورقة كيف تبنى جهاز الأمن العام الإسرائيلي “شاباك” من حل ما سمّته إسرائيل بــ (اللغز) من وراء هذه المحاولة.
الشاباك قال في بيان رسمي له، نقلته وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر منصتها (إسرائيل تتكلم بالعربية) إن منفذ هذه المحاولة ويدعى جعفر منى، ينحدر من مدينه نابلس، وقد استشهد في الانفجار، بالتعاون مع 8 نشطاء من المقاومة آخرين تم اعتقالهم فيما بعد، وكشف التحقيق، والحديث لبيان شاباك، أن الخلية في نابلس تلقت الأوامر من قيادة حماس التي تتخذ من تركيا مقرا لها.
وزعمت المنصات الإسرائيلية، وفقا لهذه التحقيقات، أن أحد أفراد الخلية قام عدة مرات برحلات إلى تركيا، حيث تلقى التدريب على تركيب العبوات الناسفة وأموالا لتمويل العملية.
ونوه البيان الإسرائيلي بالعثور على مبلغ 111 ألف شيكل، وتم تقديم لوائح اتهام بحق الضالعين في القضية.
وينتهي البيان الإسرائيلي إلى الزعم بأن هذا التحقيق يدل على استقرار قياديي حماس في تركيا، ومحاولتهم لتوجيه آخرين إلى تنفيذ عمليات إسرائيل.
وبتحليل هذا البيان، تشير الورقة البحثية إلى بعض من النقاط منها: أن إسرائيل باتت تنظر بعين من الريبة لاحتضان قيادات حماس في تركيا، فضلا عن اعتقاد إسرائيل الآن أن قيادة حماس في عدد من الدول ستنتقل إلى تركيا، وهو ما يدعو لتوخي الحذر وإرسال رسالة سياسية وأمنية إلى أنقرة بهذا الخصوص.
وتشير الورقة إلى أن التوجه السياسي (المتعلق بحركة حماس) بات هو العامل الذي تحاول إسرائيل العزف عليه من أجل منازله تركيا في هذا الصدد.
وقالت الورقة؛ إن البيان الإسرائيلي يفتقر للكثير من المعلومات، أو يجيب عن بعض من التساؤلات المهمة ومنها؛ مثلا على أي أساس تم بناء هذه المعلومات الخاصة بانتماء هذه الخلية، أو من حاول تنفيذ العملية لحركة حماس؟
فضلا عن محاولة إسرائيل منازلة تركيا، التي ترتبط معها الآن بعلاقات هي الأسوأ منذ سنوات، وذلك بورقة حماس. وقد سبق لإسرائيل أن اتهمت تركيا أكثر من مره باحتضان قيادات من حركة حماس، وهي اتهامات أنكرتها الحركة وأكدت أن التوجه السياسي للكثير من الشباب الفلسطيني في الغربة يدفعها دوما للانتماء للحركة.
وعند هذه النقطة تشير الورقة إلى الشعبية التي تتمتع بها حركة حماس تحديدا في الشارع البريطاني والأوروبي، وهي الشعبية التي تظهر مع خروج الآلاف من العرب والبريطانيين وعدد من اليهود دعما لحماس، بل دعما لما قامت به في السابع من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى) الأمر الذي يوضح بعضاً من النقاط ومنها: أن إسرائيل التي ترتبط حاليا بعلاقات في منتهى السلبية مع تركيا، تحاول اللعب بورقة حماس وتهديد تركيا بها.
فضلا عن أن القيادة التركية ممثلة في الرئيس، رجب طيب أردوغان، لها موقف واضح شامل داعم لحماس، بل داعم لجماعة الإخوان المسلمين عموما، سواء في فلسطين أو في أي مواقع اخرى، وهو ما وضح بجلاء مع عودة العلاقات المصرية التركية من جديد عقب الزيارات المتبادلة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان.
غير أن التساؤل المهم الآن هو: كيف ستتعاطى تركيا مع هذه الاتهامات، خصوصا أنها ليست الأولى في هذا الصدد، فضلا عن وضوح نية إسرائيل إغلاق الأبواب أمام قيادات حماس في لبنان للعودة أو للاستقرار في تركيا، وهو أمر بات واضحا الآن عقب الهجمات المتواصلة لقوات الاحتلال في لبنان برا وجوا.
عموما، بات واضحا أن ما كشفته إسرائيل اليوم في هذا البيان، يعكس تماما تزايد التصعيد في العلاقات الإسرائيلية مع تركيا.